“الشراكات المجتمعية: قوة دافعة لتحسين جودة التعليم والصحة في المدارس الحكومية”
بقلم الدكتورة /
نسرين الطويرقي
الإدارة العامة للتعليم بمنطقة مكة المكرمة :مكة المكرمة:-
الشراكات المجتمعية الحديثة تعتبر عنصرًا حيويًا في تعزيز التنمية المستدامة وتحسين جودة الحياة في المجتمعات المحلية. هذه الشراكات تجمع بين القطاع الحكومي والقطاع الخاص والمنظمات غير الحكومية لتعزيز التعاون وتحقيق الأهداف المشتركة. في هذا السياق، يبرز دور الشراكات المجتمعية في دعم وزارة التعليم والنهوض بالمدارس الحكومية الغير ربحية.
الشراكات المجتمعية الحديثة تشمل مجموعة واسعة من الأنشطة والمبادرات التي تهدف إلى تعزيز التعاون بين مختلف القطاعات. يمكن أن تتضمن هذه الشراكات تقديم الدعم المالي، توفير الموارد والخبرات، تنفيذ المشاريع المشتركة كدعم غرف الصف بمتطلبات هي بأمس الحاجة لها ، وتقديم الخدمات الاجتماعية. من خلال هذه الشراكات
،يمكن تحقيق العديد من الأهداف، مثل تحسين جودة التعليم، تعزيز الصحة العامة، وتوفير فرص لخلق شراكات اجتماعية اخرى تقوم على توفير ساعات تطوع للمساهمين
إن دور الشراكات المجتمعية الفاعلة مع القطاع الحكومي يتجاوز مجرد تقديم الدعم المالي. فيفترض أن تكون هذه الشراكات متعددة الأبعاد وتشمل مختلف الجوانب، مثل توفير الموارد البشرية، تقديم التدريب والتعليم، وتطوير البنية التحتية. في هذا السياق، يمكن أن تلعب وزارة الصحة دورًا هامًا في دعم المدارس الحكومية من خلال توفير الرعاية الصحية للطلاب والمعلمين، وتقديم التوعية الصحية، وتنفيذ البرامج الصحية الوقائية.
من الأمثلة على الشراكات الفاعلة بين وزارة الصحة ووزارة التعليم، إنشاء غرف صحية داخل المدارس، وتوفير الرعاية الصحية الأولية للطلاب، وتقديم التوعية الصحية حول الأمراض المعدية والوقاية منها. هذه الشراكات لا تقتصر على تقديم الخدمات الصحية فقط، بل تشمل أيضًا توفير الدعم النفسي والاجتماعي للطلاب، وتعزيز مهاراتهم الحياتية.
ومع ذلك، فإن بعض القطاعات الحكومية الغير ربحية قد تراجعت في التعامل مع الشراكات المجتمعية، واكتفت بحصرها في الأمور المالية. وهذا يعد خطأ كبير، لأن الشراكات المجتمعية يمكن أن توفر العديد من الفوائد غير المالية، مثل تعزيز السمعة، وتحسين العلاقات مع المجتمع المحلي، وزيادة فعالية البرامج والمشاريع.
لذلك، من الضروري أن تدرك الجهات الحكومية أهمية الشراكات المجتمعية وأن تعمل على تعزيزها وتطويرها. كما يفترض أن تكون هذه الشراكات قائمة على أسس واضحة ومحددة، وأن تشمل مختلف الجوانب، بما في ذلك تقديم الدعم المالي، توفير الموارد والخبرات، وتنفيذ المشاريع المشتركة.
في الختام، يمكن القول إن الشراكات المجتمعية الحديثة تعتبر عنصرًا حيويًا في تعزيز التنمية المستدامة وتحسين جودة الحياة في المجتمعات المحلية. من خلال تعزيز هذه الشراكات وتطويرها، يمكن تحقيق العديد من الأهداف المشتركة، مثل تحسين جودة التعليم، تعزيز الصحة العامة، وتوفير فرص تكوين شراكات اخرى تقوم على النهوض بساعات التطوع المطلوبة في القطاعات الاخرى . لذلك، يفترض على الجهات الحكومية والقطاع الخاص والمنظمات غير الحكومية العمل معًا لتعزيز هذه الشراكات وتحقيق الأهداف المشتركة.